منذ 12 ساعة/ساعات
موسكو (ا ف ب) - هددت روسيا الاربعاء بوقف امدادات الغاز الى اوكرانيا اعتبارا من الاول من كانون الثاني/يناير 2009 وبفرض عقوبات عليها ان لم تسدد حوالي ملياري دولار من الديون في تصعيد جديد للتوتر بين البلدين.
وقال الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف ان "على اوكرانيا ان تسدد هذه الاموال حتى اخر روبل اذا كانت لا تريد ان تواجه عقوبات".
وتزيد ديون اوكرانيا عن ملياري دولار لروسيا - 805 مليون دولار عن تشرين الثاني/نوفمبر و862 مليون دولار عن كانون الاول/ديسمبر و450 مليون دولار كغرامات عن التاخر في السداد.
ويتعين على اوكرانيا ان تسدد هذه الديون قبل نهاية السنة والا فان روسيا ترفض تجديد عقد بيع الغاز معها وستوقف امدادها بالغاز.
وقال مدفيديف في مقابلة تلفزيونية بمناسبة نهاية السنة "هذا لا يمكن ان يستمر. عليهم ان يسددوا" الديون.
وقبل نشر مضمون مقابلة مدفيديف اعلن الناطق باسم شركة غازبروم سيرغي كوبريانوف ان المفاوضات تتعثر مع كييف حول تسديد الديون وانه بدون ذلك لا يمكن التوقيع على عقد جديد بين الطرفين لعام 2009.
وقال كوبريانوف للصحافيين "لن يتم مد اوكرانيا بالغاز بدون توقيع اتفاق جديد" مضيفا ان "عمليات التسليم لن تتم بدون عقد الوضع ليس سهلا على الاطلاق وهو خطر".
وتتعقد المفاوضات بين الجانبين بسبب رغبة غازبروم في زيادة اسعار الغاز في العقد الجديد مع اوكرانيا لكن كييف ترفض ذلك بسبب الازمة المالية العالمية.
وتدفع اوكرانيا حاليا قرابة 180 دولار لكل الف متر مكعب من الغاز لغازبروم لكن الشركة الروسية قالت انها ستزيد السعر الى 400 دولار لكل الف متر مكعب ابتداء من السنة المقبلة.
ولكن خلافا لما حدث في كانون الثاني/يناير 2006 خلال ازمة سابقة حول عقود الغاز اكد الناطق انه سيتم تسليم كميات الغاز الروسي المصدرة الى اوروبا والتي يمر 80% منها عبر اوكرانيا.
وقال كوبريانوف ان لدى اوكرانيا ما يكفي من احتياطي الغاز لتمضية الشتاء دون ان تاخذ من الغاز المخصص لاوروبا ولديها التزامات بتمرير تلك الكميات.
وتابع الناطق "سنسلم كل كميات الغاز التي تمر عبر خط الترانزيت وسنفي بكل التزاماتنا للمستهلكين الاوربيين".
ولكن مدفيديف بدا حازما في موقفه من اوكرانيا التي توترت علاقاتها مع روسيا منذ الثورة البرتقالية نهاية 2004 والتي سهلت وصول موالين للغرب الى السلطة.
وقال مدفيديف "في ما يتعلق بمجمل علاقاتنا (..) للاسف ومن وجهة نظري فانها لم تصل الى هذا المستوى المتدني خلال السنوات الماضية".
والقى مدفيديف باللوم على كييف بسبب دعمها لتبيليسي خلال النزاع القصير مع جورجيا في الصيف واتهم اوكرانيا مجددا بتسليم الاسلحة وارسال رجال "مدربين لاطلاق النار على العسكريين الروس" في جورجيا.
وقال مدفيديف "لا يمكن ان نصف هذا عدا عن انه جريمة بحق العلاقات الروسية الاوكرانية. سيبقى هذا دائما في ذاكرتنا".
وسخر مدفيديف من النزاع القائم بين رئيسة الوزراء الاوكرانية يوليا تيموتشنكو والرئيس فيكتور يوشتشنكو منذ اشهر.
وقال "المشكلة في الغياب التام لسلطة فاعلة في اوكرانيا. المؤسسة الاوكرانية السياسية في نزاع دائم للاسف".
وتدور خلافات بين موسكو وكييف حول عدة ملفات سواء طموح اوكرانيا للانضمام الى حلف شمال الاطلسي او رغبتها في اغلاق قاعدة الاسطول الروسي في القرم في البحر الاسود جنوب اوكرانيا بحلول 2017.
الخميس ديسمبر 25, 2008 1:03 pm
